حوار | جبارين: هدف حملة الاعتقالات رسم "صورة نصر" على الشبان العرب

أثارت حملة الاعتقالات التي أعلنت عنها الشرطة الإسرائيلية في بيان وعيد وتهديد لمئات الشباب والفتيات العرب حالة من الاستياء والغضب في المجتمع العربي، إذ هدفت الحملة إلى ردع وترهيب الشباب الفلسطيني من المشاركة في الاحتجاج المشروع ضد العدوان.

حوار | جبارين: هدف حملة الاعتقالات رسم

محكمة الصلح في حيفا بقضية الشيخ كمال خطيب، أمس (تصوير عدالة)

أثارت حملة الاعتقالات التي أعلنت عنها الشرطة الإسرائيلية في بيان وعيد وتهديد لمئات الشباب والفتيات العرب حالة من الاستياء والغضب في المجتمع العربي، إذ هدفت الحملة إلى ردع وترهيب الشباب الفلسطيني من المشاركة في الاحتجاج المشروع ضد العدوان الذي مارسته السلطات الإسرائيلية على القدس وقطاع غزة.

وما يؤكد أن حملة الاعتقالات الأخيرة التي تنفذها الشرطة تهدف إلى الترهيب هو أن الغالبية العظمى من الاعتقالات يفرج عنها بعد ساعات، أو مع وصول المعتقلين إلى المحكمة مباشرة، والغريب أن بعض هذه الاعتقالات نفذتها الشرطة وجهاز الأمن العام (الشاباك) بسبب مشاركة عادية في وقفة احتجاج أو مظاهرة على خلفية العدوان على القدس وغزة.

وكانت الشرطة قد أشارت في بيانها إلى اعتقال 1550 شخصا، وتقديم 150 لائحة اتهام جُلها لشباب عرب، حديثا.

وعن ممارسات الشرطة وحملة الاعتقالات الأخيرة، قال مدير عام "عدالة - المركز القانوني لحماية حقوق الأقلية العربية في إسرائيل"، المحامي حسن جبارين، لـ"عرب 48" إنه "لا يوجد هناك أساس قانوني لبيان الشرطة وهذا سابقة، حتى في تشرين الأول/ أكتوبر 2000 لم يكن للشرطة أية تصريح رسمي معلن تقول فيه إننا نريد الدخول للبلدات العربية من أجل الاعتقال والردع وتخويف الناس كي لا يقوموا بالتظاهر في المستقبل. هذا التوجه لا أساس قانوني له، فالاعتقال يكون على جنحة من أجل التحقيق العيني فيها ولا توجد أي مصداقية للاعتقال من أجل ردع الآخرين. لا يمكن أن تعتقل أنت كي يردع غيرك من هذا الاعتقال، لذلك هذا غير قانوني، وليس من باب المصادفة أن هذا البيان أُخذ بالتشاور مع مدير عام الشرطة والوزير دون مرجعية قضائية رغم نقدنا عليه. القرار سياسي محض، ويبدو أن ما وراء هذا البيان ونهج الشرطة كما هدف الجيش الإسرائيلي عد جثث وبيوت في غزة، فالشرطة ترى أن زيادة أعداد المعتقلين هدفا مهما كانت الأسباب، وهو قرار يبدو بموافقة نتنياهو، فإن لم تكن له صورة نصر على غزة فلتكن صورة نصر على القاصرين العرب الفقراء في بلداتهم ليلا، فالقرار جبان ولا أساس قانوني له، هدفه ترهيب الناس، لأن البيان يقول صراحة هدفنا الردع".

وأضاف أنه "سنرسل كتابا إلى النائب العام، ونطالب بإصدار قرار واضح بأن خطة الشرطة لا سند قانوني لها، وهي خطة تعسفية".

"عرب 48": ترافعت عن عدد من المعتقلين في هذه الأيام، ونلاحظ اعتقالات حتى لمشاركة شرعية في تظاهرة وهي حالات تتكرر في كثير من البلدات؟

جبارين: إن المشاركة في وقفات احتجاجية لا تحتاج أصلا إلى ترخيص، وليست معرفة أصلا كمظاهرة، رغم ذلك نفذت الشرطة بحق مشاركين اعتقالات لليلة واحدة وهذا اعتقال غير قانوني، وحتى التسريح بشروط غير قانوني. ما نستطيع فعله كمحامين في "عدالة" أن نقدم النصائح والإرشاد للمحامين برفض قبول الشروط للإفراج، وأحيانا نقدم معهم استئنافات على هذه الشروط، لأنها ببساطة شروط تسريح غير قانونية. توجهنا أن الأمور المبدئية يجب أن تأخذ مكانها مع حرية كل محام بالتعامل قضائيا مع كل ملف على حدة، بالمجمل الشرطة نفذت اعتقالات غير قانونية لمن شارك في وقفات احتجاجية وتم تسريحهم بعد ليلة أو ساعات أو حتى عن طريق المحكمة، فوجود هؤلاء في الاعتقال لليلة أو ساعات كان غير قانوني.

"عرب 48": اليوم هناك أصوات من القيادات تطالب بحماية دولية، أتحدث عن رسائل وجهها النائب سامي أبو شحادة، إلى هيئات دولية وكذلك رسالة لجنة المتابعة لمؤسسات دولية للمطالبة بالحماية الدولية، بعد أن فقد المجتمع العربي أمنه بسبب تهديد الأمن العام، سواء من الأجهزة الأمنية أو من العصابات الإرهابية لليمين المتطرف، ما أهمية وثقل هذه الرسائل؟

جبارين: هذه التوجهات هامة جدا، توجه لجنة المتابعة بمطلب الحماية الدولية هو توجه هام جدا لم يأخذ مكانه في الحيز الإعلامي وهو توجه لأول مرة من قبل المتابعة للهيئات الدولية للمطالبة بالحماية الدولية. هذا توجه مبدئي وتاريخي، وطبعا نحن لا نتوقع إرسال جيوش للدفاع عنا، ولكنا بذلك نعلن للعالم أجمع بأننا لا نرى بسلطة القانون الإسرائيلية سلطة تستطيع أن تحمينا ولا نرى في المؤسسات الإسرائيلية التي تتبع لسلطة إنفاذ القانون سلطة تستطيع أن تعطي حماية عادية لمواطنيها بل ترانا عدوا وتعمل ضد أمننا ومصالحنا. المطلب الذي نطالب فيه بحماية دولية يعني أننا نقول إن دولة إسرائيل تعمل ضد أمننا الداخلي والمجتمعي، معنى ذلك أننا نطالب سفراء الدول الأجنبية والمؤسسات الدولية بإصدار تقارير بهذا الشأن وهناك جلسة يوم الأربعاء المقبل لمجلس حقوق الإنسان في جنيف ولأول مرة سيتطرق إلى أمور الفلسطينيين في الداخل، تحت خانة فلسطينيين مواطني دولة إسرائيل، طبعا سيكون تأثير جدي لهذا الأمر، عدا عن عدم قدرة إسرائيل تسويق نفسها كدولة ديمقراطية لأن هناك مجتمعا قانونيا هو أقلية قومية يقول إن دولة إسرائيل تعمل ضد وجوده وأمنه، ما يعني أننا بهذا الطلب نضعضع من ادعاء إسرائيل بأنها دولة ديمقراطية لديها مؤسسات قضائية، وتضعضع هذا الادعاء يعطي شرعية دخول طرف آخر للصراع والطرف الآخر هو المجتمع الدولي، بالطبع بالإمكان القول إن القضية الفلسطينية هي أكثر القضايا في العالم مدولنة ورغم ذلك نحن مع أطول احتلال عرفه العالم بعد الحرب العالمية الثانية وبنفس الوقت دولنة قضيتنا أمر هام جدا، وأكبر دليل على ذلك قرار محكمة الجنايات الدولية الأخير وهي جزء من وسائل النضال التي نتبناها، فالقيادة السياسية اليوم أضافت خانة نضال جديدة وكلما تضيف خانات نضال جديدة تدعم نضالك، ويهمني أن أقول للشباب إننا على حق والمجتمع الدولي معنا، وهذا جانب مهم في النضال.

"عرب 48": كلمة أخيرة توجهها للشباب الذي قد ترهب بعضه حملة الشرطة الأخيرة؟

جبارين: نحن ندرك همجية وعدوان الشرطة، ولكنها ليست أول مرة تحدث وحدثت في السابق، وكانت لنا تجارب سابقة صعبة في تشرين الأول/ أكتوبر 2000 وهبة الروحة، وام السحالي، ومخطط "برافر"، ولأننا كنا على حق صمدنا وواصلنا النضال. ما أقوله للشباب إياكم والخوف من هذه التهديدات. الشرطة تريد أن تسيّد الخوف عند كل شاب وشابة، ولكنها موجة عابرة وصمودنا باق، وليعلم الشباب أن نشاطات الاحتجاج هي شرعية ومشروعة وسيثبت خلال فترة قصيرة وحتى المجتمع الدولي سيقول كلمته بأننا واجهنا عدوانا غير مبرر، وكما صدمنا في السابق سنصمد أيضا هذه المرة.

التعليقات